التخطيط الضريبي في السوق السعودي

2020/12/08

تُعتبر الثقافة الضريبية في المملكة العربية السعودية حديثةً حيث بدأ تطبيق الضرائب غير المباشرة في المملكة في بداية عام 2018م، وإن كانت بعض الضرائب الأخرى مثل ضريبة الدخل وضريبة الإستقطاع مطبقة من قبل ومنصوص عليها في الأنظمة واللوائح الصادرة عن الهيئة العامة للزكاة والدخل، إلا أنها كانت تستهدف عدداً محدوداً من الشركات الأجنبية والسعودية، أما عن الضرائب غير المباشرة فإنها تستهدف المستهلك النهائي بشكلٍ أساسي، ومن ثم فقد أصبحت ثقافة عامة وشاملة يحتاج المجتمع الضريبي لفهمها، وبالأخص الشركات ليسنى لها تطبيقها والإلتزام بما نصت عليه نظمها ولوائحها بالشكل الصحيح الذي لا يؤثر على سير العمل أو دخول الشركة في مطالبات وغرامات طائلة.

ويمكن أن تعرف الخطة الضريبية بأنها تحليل الوضع المالي أوالخطة المالية للمنشأة من منظور ضريبي. الغرض من التخطيط الضريبي هو ضمان الكفاءة الضريبية وتفادي الغرامات التي تنجم عن مخالفة ما نصت عليه النظم واللوائح الضريبية. و يعد التخطيط الضريبي جزءاً أساسياً من الخطة المالية للمستثمر الفردي أو الشركة. إن الحد من المخاطر الضريبية المتمثلة في الغرامات وتعظيم القدرة على ضمان إستمرارية التشغيل أمران حاسمان للنجاح.

لماذا يتوجب على الشركات اعتماد خطة ضريبية من خلال المكاتب المهنية؟

تستخدم استراتيجيات التخطيط الضريبي عادةً لمساعدة الأعمال التجارية لتحقيق أهدافها المالية والتجارية وتفادي الضرر الضريبي الذي قد يحدث في حال عدم وجود خطة لمجابهة تلك المخاطر، وهنا نستعرض بعض الفوائد للخطط الضريبية لكل من الشركات الكبيرة والمنشأت المتوسطة والصغيرة والتي تتمثل في تخفيض صافي الدخل الخاضع للضريبة ومعرفة الطرق التي يمكن من خلالها تأجيل دفع الضريبة لفترات لاحقه بشكل قانوني، والإستفادة من الإعفاءات الضريبية المتاحة، وإسترداد الضرائب التي تم سدادها في دول لديها إتفاقيات منع إزدواج ضريبي مع المملكة العربية السعودية، ومعرفة كافة التغيرات التي تطرأ على النظام الضريبي والتي ستحاول الخطة الضريبية أن تفيد الشركة بأكبر قدر ممكن من خلال تطبيقها.

هناك أيضاً أنماط مختلفة من استراتيجيات التخطيط الضريبي للأعمال، والتي سنناقش بعضها في هذا المقال:

ضريبة الأرباح الرأسمالية

وهي ضريبة على بيع الأصول الرأسمالية، التي تقتنيها الشركة بغرض الاستثمار، بسعر أعلى من قيمة الشراء، والتي لم تكن تخضع للضرائب ولكن كانت تخضع أرباحها، وبأخذ عدد من الخطوات في الاعتبار، يمكن لمخططي الضرائب إجراء الحسابات نيابة عن الشركة، وإبلاغها بالأصول المعفاة من الضريبة وما لا يمكن إعفائه منها.

الضريبة على الشركات

غالباً ما تكون لضريبة الشركات تكلفة كبيرة على الشركات التي تحقق أرباحاً. ومع ذلك، يمكن للشركات الكبيرة والمنشأت المتوسطة والصغيرة الإبقاء تلك الأرباح من خلال معالجتها في أصول وإستثمارات تملكها الشركة بحيث لا تكون خاضعة للضريبة.

الضرائب الدولية

إذا كانت الشركة تمارس نشاط دولياً أو كانت الشركة ذات فروع في أكثر من دولة، يمكن أن يساعدك التخطيط الضريبي الدولي في توفير الضرائب من خلال معرفة وفهم إتفاقيات الإزدواج الضريبي بين الدول والإعفاءات الضريبية التي تتيحها هيئات الإستثمار لبعض الأنشطة خلال سنواتها الأولى من الاستثمار.

 

الخطة الضريبية لتوزيعات الأرباح

لتوزيعات الأرباح أثر ضريبي كبير وتأثر هذه العملية على الضرائب وقت خروج تلك الأموال وكيفية خروجها من حسابات الشركة، وإذا ما لم يمكن هنالك خطة ضريبية تعالج توزيعات الأرباح بشكل مهني فإنها ستكون خاضعة للضرائب المباشرة أو غير المباشرة حسب عدم الإلتزام الضريبي الذي يمكن أن يحدث دون توجيه من مستشار ضريبي.

وهناك أيضاً العديد من الضرائب التي تحتاج إلى أن تكون الشركة على دراية بها والتي تأثر بشكل سلبي على التدفقات النقدية للشركة في حال عدم وجود من يدير تلك المخاطر.

 

الثقافة الضريبية وما يجب أخذه بعين الإعتبار.

إن زيادة عدد الضرائب يزيد من أهمية وجود خطط ضريبية لتفادي خطورتها وللإستفادة القصوى من الأنظمة التي تساعد الشركة في تفادي المخاطر الضريبية التي تكون على شكل تضخم في قيمة الضريبة أو غرامات تزايدية أو إيقاف لخدمات الشركة وتعطيل النشاط التشغيلي لها.

ومن خلال المقال الذي نشر في موقع الهيئة العامة للزكاة والدخل تحت عنوان "الزكاة والدخل" وبتاريخ 18 أكتوبر 2020: أكثر من 3 آلاف زيارة ميدانية تسفر عن ضبط أكثر من 800 مخالفة ضريبية، فإن نسبة المخالفات تجاوزت 26% من عدد الشركات التي تم فحصها ميدانياَ، وهذه النسبة تدل عن أن بين الشركات والوعي بالإستشارات والخطط الضريبية فجوة تحتاج إلى مستشارين لسدها وتجنيب الشركة المخالفات التي يمكنها أن تتضاعف مع مضي الوقت دون معالجتها.